مترجم: تربية الأطفال على الحمية الغذائية المعتمدة على النبات (2)

بقلم: د. جون ماكدوجل
ترجمة: علا عنان




هذا الجزء يتناول التغذية المناسبة لكل مرحلة عمرية للأطفال

المولود الجديد وحتى عُمر ستة أشهر

يجب أن يقتصر غذاء الطفل في الستة أشهر الأولى من عمره على حليب الأم (لا عصائر, لا ماء, لا حليب صناعي, الخ). في الشهر السادس يبدأ ظهور الأسنان الجاهزة للطعام الصلب, ويزداد تحكّم الطفل في يديه, ويستطيع أن يلتقط الطعام الذي تعطيه له أمه. (الرضاعة بشكل حصري في عمر أكبر من ستة أشهر من الممكن أن يكون مفيداً لصحة الأم والطفل).

تغذية الأم في هذه المرحلة هي أمر بالغ الأهمية أيضاً. كل ما تتناوله سواء كان مغذياً أم لا, سيؤثر في حليبها. على سبيل المثال, إن شربت حليب الأبقار, فإنه بالتأكيد سينتهي به الأمر في حليب ثديها, وقد يسبب لطفها بعض المشاكل, كالمغص. العادات الغذائية المضرة والكيماويات الموجودة في طعامها من الممكن أن تسمّم حليبها. الأمهات المرضعات ينبغي عليهنّ أيضاً أن يتناولن المكمل الغذائي فيتامين B12.

أما فيما يخص الأمهات اللاتي لا يقدرن على الرضاعة, فإني أنصحهنّ باستخدام الحليب الصناعي البقريّ الأساس من نوع (hypoallergenic) ويسمى أيضاً (protein hydrolysate formulas).
توصف هذه الأنواع عادةً بأنها ذات طعم غير مستساغ, وهذا لأن صنّاع هذه الأنواع يضيفون كميات من السكر أقل مما يُضاف في أنواع أخرى من الحليب الصناعي. ولإصلاح هذا التعارض يمكن إضافة (1 جرام) من سكر المائدة إلى كل (60 مل) من الحليب الصناعي (100 سعرة حرارية). وفيما ينمو الطفل, يمكن أن تقل كمية السكر التي نضيفها إلى أن نتوقف عن ذلك.

بدائل الحليب البقري (صويا, أزر, جوزهند, شوفان, أو الأنواع المصنوعة في المنزل) لا ينبغي أن تُقدّم للأطفال في هذا العمر.

من عُمر ستة أشهر حتى سنتيْن (الفطام)

الأطفال يحبون المذاق الحلو بشكل طبيعي (حلمات التذوق للطعم الحلو تقع على طرف اللسان). الأطعمة الأولى التي تقدّم للطفل في عُمر ستة أشهر ينبغي أن تحتوي على الأزر المطبوخ, الذرة, الشوفان, البطاطس والبطاطا الحلوة المسلوقة والمهروسة . يمكن للأطفال أيضاً أن يحبوا الفواكه المهروسة, كالتفاح, الموز والأجاص.

الخضروات المهروسة قد يكون طعمها لاذعاً (كالبروكلي, القرنبيط, اللفت والسبانخ) قد تكون صعبة في بداية الأمر. البقول المطبوخة, البازلاء, وقطع التوفو يمكن أن تُقدّم للأطفال في الشهر السابع أو الثامن من العُمر. الذرة والأرز المنفوخ يمكن أن تعتبر وجبة خفيفة صحية وطعام أصابع.

أما الأفوكادو المهروس وزبدات المكسّرات والحبوب, فهي مناسبة في عُمر السنة الأولى. وينبغي الانتباه لأي حساسية لزبدة الفول السوداني أو غيره من المكسرات. عند الشك في أي من هذه العناصر بسبب تاريخ العائلة, فيبنغي تجنّبها.

الطعام المطبوخ عموماً يسهل تقبّله وهضمه, لأن البروتين والكربوهيدرات تتكسّر أثناء عملية الطبخ.

لتقليل خطر الاختناق, ينبغي خلط الطعام وتقطيعه إلى قطع صغيرة.

وبالرغم من سهولة تحضير طعام الأطفال في المنزل, وانخفاض تكلفته, إلا أن الكثير من الآباء يختارون أن يقدموا لأطفالهم طعام الأطفال المتاح تجارياً. ليست هناك مشكلة, طالما قاموا بفحص المكونات جيداً. طعام الأطفال المعلّب ينبغي أن يحتوي فقط على الحبوب أو الخضار والفواكه المطبوخة والمهروسة, بدون إضافة السكر أو الملح.

من عُمر سنتين وحتى 10 سنوات

للتأكد من حصول الطفل على ما يكفيه من الطاقة, يُنصح بالوجبات والنقنقات المتعددة, بكميات ليست صغيرة. إن الدهون هي الشكل الأكثر تركيزاً للسعرات الحرارية. يمكن للأطفال الأصحاء أن يتناولوا الدهون النباتية بلا حساب دقيق, إلا أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة ينبغي أن يُزال من وجباتهم المكسرات والحبوب والأفوكادو (مصادر الدهون النباتية) إلى أن يفقدوا الوزن الزائد.

لقد اعتاد أطفالي وأحفادي على تفضيل هذه الأنواع من الأطعمة الصحية النباتية:


  • طبق من الشوفان مضافاً إليه نصف ملعقة سكر صغيرة
  • البان كيك المضاف إليه شراب القيقب الحلو (من بدائل السكر الصحية يسمى Maple Syrup),
  • شريحة من خبز التوست المغطى بالمربى
  • المكرونة بصلصة المارينارا (وكنا نخفي بداخلها الخضرات المخيفة للأطفال كالبروكلي والسبانخ)
  • شوربات الخضار والعدس مع الخبز
  • ساندويشات زبدة الفول السوداني والمربى
  • سندويتشات الحمص والفول المفرود
  • البيتزا الصحية
  • البطاطا الحلوة والبطاطس والبازلاء والبقول أو الأرز والمكرونات, سواء قدمت لهم سادة أو مع مختلف أنواع الصلصات.

ويمكنكم إيجاد آلاف الوصفات الصحية من إعداد زوجتي ماري في كتبي, أو على الموقع الخاص بي: https://www.drmcdougall.com/


السكريات البسيطة, الملح والبهارات نستخدمها لتحسين طعم الأكل, ولكننا نستخدمها بشكل معقول وبكميات صغيرة. مشروبات الأعشاب المختلفة مسموحٌ بها (الينسون, البابونج, الشاي, الخ)
عصائر الفواكه هي فعليا سكر وماء, لذلك يجب المضمضة وتنظيف الأسنان بالفرشاة بعد تناولها.

خلال هذه الأعمار, فإن الوالدين عليهما أن يتحكما بشكل مطلق بما يأكله أطفالهم, ولا ينبغي السماح لهم بأكل ما يريدون. تأكدوا من توفير الطعام الصحي في المطبخ والثلاجة, والطفل سيأكل هذا الطعام الصحي, طالما تأكدتم من إزالة كافة الأطعمة المنافسة وغير الصحية من المنزل تماماً.

من عُمر 11 سنة وحتى البلوغ

خلال فترة المراهقة يمر الجسم بطفرة نمو هامة. النشويات يجب أن تشكّل الكتلة الأكبر من السعرات الحرارية, كما توفّر الفواكه المجففة والأطعمة الغنية بالدهون النباتية, (كالأفوكادو والحبوب والمكسرات, الخ) المزيد من الطاقة التي يحتاجها الجسم.

لقد أصبحت البدانة مشكلةً نامية في السنوات الأخيرة. خذ في اعتبارك أن واحداً من كل أربعة شباب يعتبر مرفوضاً في الجيش الأمريكي بسبب زيادة وزنه, وذلك بحسب تقرير أصدرته مؤخراً إحدى المجموعات الداعمة. إن سلامة بلادنا تعتمد على قوة جيشنا وقدرة أفراده على التحمل, لذلك فإن البدانة والأمراض الغذائية تشكّل خطراً على الأمن القومي لبلادنا.

إن توفير المعلومات الغذائية والتعليم الصحيح لأولادنا خلال مراحل نموهم هو العامل الأهم لجعلهم يختارون طُرق الأكل الصحية. اشرح لهم أن خياراتهم الغذائية سوف تؤثر سلباً على مظهرهم (من البثور إلى الروائح الكريهة والبدانة). عرّفهم على النماذج الناجحة من الرياضيين الذين يقومون بشحن أجسامهم بالنشويات (الأرز, البطاطس, الذرة الخ). وقد يتأثر الصبية ذوو الحس المرهف بحقوق الحيوان وبالقضايا التي تخص البيئة.

الفوز بالمستقبل لأجل أبنائنا

أبناؤنا يجب أن تتم حمايتهم ومداواتهم. لدينا مسئولية كبيرة كآباء وأجداد نتمتع بالمعرفة ومطلوب منا أن نفعل الشئ الصحيح الآن. لسوء الحظ, فإن الكثيرين مازالوا غافلين عن مدى أهمية إنقاذ أولئك الذين يفرطون في الأكل. إنهم لا ينظرون إلى الآلام التي يعاني منها طفلٌ بدين بالمقارنة مع آلام طفل جائع. إن الطفلين لديهم ألمٌ واحد.

إن المعاناة التي تنتشر في عالم اليوم بسبب صناعات اللحوم والألبان, تستحق الجهد نفسه الذي بذلته الولايات المتحدة لإنقاذ الأطفال الجائعين في أوروبا الغربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية, إن لم يكن أكبر.

إن حميتي الغذائية المعتمدة على النشويات هي حمية فعالة بنسبة 100%, وهي منخفضة التكلفة, وهي الوسيلة الآمنة لإسكان العالم بمستقبل من الأطفال الأصحاء, الأقوياء, والحاصلين على تغذية جيدة.