مترجم: زيت الزيتون بين الحقيقة والوهم

بقلم: Au Ber Gine


كلنا بنحب الأكل الإيطالي خصوصاً زيت الزيتون. وصناعة الأغذية والإعلام مغرقينا في مقالات بتأكد على فوايد زيت الزيتون، وإنه من الدهون 'الجيدة'.
المشكلة بقى إن فيه صحافيين كتير مابيتحققوش من الدراسات العلمية اللي بينشروها، فالمقال المنشور ماحدش بيدور وراه، بالتالي الحقائق بتتشوه.
في المقالة دي هانتحقق من الفوايد الغذائية لزيت الزيتون اللي الكل بيحلف بيها.

الأسطورة: زيت الزيتون بيحمي من الأزمة القلبية
الحقيقة: زيت الزيتون مش مفيد للقلب

الأغذية المليئة بالدهون أحادية التشبع mono saturated فعلاً أحسن من اللي فيها دهون مشبعة ومتحولة trans fats، بس مش معنى إنها 'أحسن' إنها 'جيدة' في الأساس.
طب ماهو فيه سجاير خفيفة زي اللي عاملاها دانهال الحديدة دي. كده تبقى صحية؟ ماهي برضه سجاير وبرضه بتسبب سرطان الرئة. الزيوت أحادية التشبع زي زيت الزيتون كده برضه، ممكن تتسبب في انسداد الشرايين. لما الباحثين أكلوا القرود أكل فيه دهون أحادية التشبع لمدة خمس سنين، القرود جالها تصلب شرايين حاد في شرايينهم التاجية.
القرود والبشر متشابهين في حاجات كتير. معروف علمياً ان القرود اللي بتاكل أكل مليان دهون وكوليسترول كتير بيحصل لها تصلب شرايين زي البشر بالضبط. مستويات الكولسترول في دم القرود بيستجيب لأنواع الدهون بنفس الطريقة اللي بيستجيب بيها دمنا.

فبالتالي الدراسة الأولانية عن القرود بتسبب إشكالية لو انت مؤمن بفوايد زيت الزيتون باعتباره مصدر للدهون أحادية التشبع الجيدة.
بنظرة أدق للتحاليل قد نتصور إن القرود اللي بتاكل دهون أحادية التشبع شرايينها أنضف من اللي بتاكل دهون مشبعة أكتر. بالمقارنة بالقرود اللي بتاكل دهون أكتر، القرود اللي بتاكل دهون أحادية التشبع كان عندهم مستوى LDL كولسترول سيء أقل ومستوى HDL كولسترول جيد أعلى (برضه زي البني آدمين). بس بالمقارنة بالقرود اللي بتاكل دهون غير مشبعة بقى، القرود اللي بتاكل دهون أحادية التشبع مستوى الHDL عندها كان الضعف!

ملحوظة: التلات أنظمة الغذائية دي كان فيها كولسترول عالي، والتلات مجموعات كان مستوى الDLD في دمهم عالي. ماكانتش مفاجأة بعد التشريح انهم لقوا ترسبات في الشرايين في التلات مجموعات.

المدهش بقى إن المجموعة الوحيدة اللي كان عندها تصلب شرايين أقل بشكل ملحوظ كانت المجموعة اللي عندها أقل HDL كولسترول 'جيد' (ودي كانت المجموعة بتاعت الدهون الغير مشبعة. المرجح إن الأحماض الدهنية أوميجا 3 كانت عامل مؤثر هنا)

الدهون الأحادية والمشبعة، الاتنين مدمرين

المدهش فعلاً ان الدايت الأحادي التشبع والمشبع الاتنين مضرين بشكل متساوي. "القرود اللي اتغذت على دهون أحادية التشبع حصل لها نفس درجة تصلب في الشراييت التاجية زي اللي أكلوا دهون مشبعة" حسب كلام د. لورنس رودل وزمايله في كلية بومان جراي للطب في جامعة ويك فوريست في ونستون سايلم شمال كارولينا.

"الهدف هنا اننا لازم نبص أبعد من تحليل اللايبيد (نسبة الكولسترول في الدم)، لازم نراقب ايه اللي بيحصل بالضبط لشراييننا" والكلام لد. جيه كيني اخصائي أبحاث التغذية في مركز بريتكينفي ميامي فلوريدا.
حسب نتايج الدراسة المهمة طويلة المدى دي، مستويات الليبيد 'الجيدة' لا تعني بالضرورة حالة شرايين أفضل. على الرغم من إن القرود في مجموعة الدهون الأحادية الLDL بتاعهم أقل والHDL أعلى من القرود في مجموعة الدعون المشبعة، بس برضه الاتنين في النهاية شرايينهم أصيبت بنفس درجة الضرر.

حذر د. رودل في إحدى التصريحات من إن الأدلة العلمية اللي بتدعي إن الدهون أحادية التشبع بتحمي القلب دي ضعيفة، ومبنية على أبحاث عامة، مش خاضعة لرقابة علمية دقيقة. كذلك الادعاءات دي "مشكوك فيها من حيث التأثيرات الضارة على تصلب الشرايين على النموذج الحيواني."

الدراسات البشرية

فيه دراسات بشرية تانية شككت في ادعاءات فوايد زيت الزيتون الصحية. لما الباحثين في جامعة كريت قاموا مؤخراً بمقارنة سكان كريت المصابين بأمراض قلب بالسكان اللي مش مصابين لقوا ان مرضى القلب نظامهم الغذائي يحتوي على كميات "أعلى بدرجة واضحة " من الدهون أحادية التشبع (أغلبها من زيت الزيتون) وكميات أكبر من الدهون في المجمل.
فوائد طفيفة:
في دراسة مستمرة من كلية طب هارڤرد لتحليل عادات وصحة حوالي ٩٠ ألف ممرضة، لقوا ان اللي بيستهلكوا زيت زيتون صحتهم كانت أحسن بشكل طفيف عن الي بياكلوا أكل أمريكي تقليدي عالي الدسامة.
د. كيني كمان بيقول إن "يعتقد أيضاً إن أياً كانت الفوايد المتواضعة المرتبطة بزيت الزيتون ترجع أساساً للكيمياء النباتية المفيدة زي البوليفينول والستيرول النباتي، الموجود في زيت الزيتون البكر الأولي، لكن العناصر الكيماوية دي بتفقد بشكل كبير أثناء تصنيع زيت الزيتون 'اللايت'. الكيماويات النباتية دي ممكن توفر بعض الحماية من الآثار الضارة الناتجة عن وجبة عالية الدهون".

إضعاف التمدد

دراسة تانية حققت في قدرة الشرايين على التمدد لتسمح بالتدفق المتزايد للدم بعد تناول وجبات مختلفة. كل وجبة كان فيها مكونات مختلفة من نظام البحر المتوسط الغذائي. بعد الوجبة المليئة بزيت الزيتون، قدرة الشرايين على التمدد عند الناس دي كانت ضعيفة بشكل واضح.

الوجبة اللي مفروض انها فيها دهون أحادية التشبع 'الجيدة' دي في تأثيرها، رفعت دهون الدم وأعاقت عما الإندوليثيام (جلد الشرايين من جوه. آه حتى ده طلع ليه إسم!) متسبباً في الضغط على تدفق الدم وتقليل قدرة الشرايين على توصيل الدم إلى الأنسجة. أظهرت الأبحاث أن الحاجات اللي بتضعف وظائف الإندوليثيام على المدى القصير غالباً بتساهم في انسداد الشرايين على المدى البعيد. ماكانش فيه مشاكل في وظائف الإندوليثيام مع الوجبات الغنية بعناصر أخرى من نظام البحر المتوسط الغذائي، زي الخضار والفواكه.

د. دوبرت ڤوجل زميل كلية طب جامعة ميريلاند بيقول إن "المكونات المفيدة في النظام الغذائي ده هي الأغذية المضادة للأكسدة، بما فيها الخضار والفواكه ومشتقاتهم من الخل و الأسماك المحتوية على أوميجا٣...." هذه الأطعمة " يبدو أنها توفر بعض الحماية ضد العجز المباشر لوظايف الإندوليثيام المتسبب فيها الغذاء المحتوي على دعون عالية، بما فيها زيت الزيتون."
فلو انت مش بتاكل خضروات وفواكه، يعني مفيش حماية. ولو بتغرق وجبتك اللي أصلاً مش صحية بزيت زيتون - اللي مفيهوش حماية ومليان مواد مدمرة زي التشيزبرجر - فاللي انت عملته انك خليت الوجب المضرة دي أسوأ.

لا يحمي

فيه دراسة نشرت في مجلة الكلية الأمريكية للقلب بتقول كمان إن "التمدد كان أسوأ" بعد ما ٢٤ شخص نصهم صحته كويسة ونصهم عندهم مستويات كولسترول عالي تناولوا زيت الزيتون. خمس معالق شاي من زيت الزيتون بعد وجبة سلامي بالجبنه والعياذ بالله ماقدرتش تخلي الشرايين ترتخي و تتمدد.
البحث ده بالإضافة لمعلومات أخرى بتقول ان زيت الزيتون لا يحمي القلب، على كلام د. روبرت ڤوجل لمجلة بريتكين برسبكتيڤ. د. ڤوجل، وهو طبيب قلب درس أمراض القلب لأكتو من ٣٠ سنة، بينصح مرضاه أنهم "يتغذوا على الأسماك" ومصادر أخرى للأحماض الدهنية أوميجا٣ بدلاً من زيت الزيتون، والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يومياً.

معلقتين اتنين بس من زيت الزيتون بتضيف للأكل ٢٤٠ سعر حراري

بشكل مبدأي، زيت الزيتون زيه زي كل الزيوت والدهون، هو مصدر مركز للسعرات. مع أكتر من ٤٠٠٠ سعر لكل ٤٥٠ جرام، السعرات في زيت الزيتون أكتر من اللي في السكر الأبيض اللي فيه ١٧٢٥ سعر حراري لكل ٤٥٠ جرام. بسبب محتوى السعرات الكثيف جداً، إضافة زيت الزيتون لأي وجبة هيزود سعراتها الحرارية بشكل مأساوي.

الزيوت: أكثر الأغذية احتواء على سعرات حوارية على وجه الأرض

ودي مشكلة كبيرة لأن دراسات عديدة أظهرت أن زيادة كثافة السعرات في أي نظام غذائي عن طريق زيادة الدهون بيزود الكم الكلي للسعرات اللي الناس بتستهلكها في كل وجبة قبل مايقوموا من على السفرة، حاسين بالشبع. (اللي فهم الحتة دي يفهمهالي والنبي)
لذلك، استهلاك زيت الزيتون بكثرة (أو أي دهون تانية) ممكن بسهولة تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، اللي بدوره بيؤدي إلى تدهور صحة القلب. وده بسبب إن زيادة الوزن بتزود مقاومة الإنسولين عند ناس كتير وبتؤدي إلى تغيرات كتيرة في معدلات الحرق اللي بتتسبب في أمراض القلب، منها مستويات الكولسترول والترايجلسرايد العالية، وكمان مستويات عالية من العلامات المرتبطة بالالتهابات المزمنة، زي السيتوكينات الالتهابية (آدي دقني لو فلحتوا)

الملخص إن الأبحاث أظهرت عند الإنسان والثدييات العليا الأخرى إن الأنظمة اللي فيها دهون وكولسترول كتير بتسبب تصلب الشرايين. وبالعكس، الأبحاث على الحيوانات و البشر، زي مشروع ستانفورد للتدخل للخطر التاجي, كشفت إن الأنظمة اللي فيها دهون وكولسترول قليلين جداً مش بس ممكن تمنع تصلب الشرايين دي كمان بتقلص الترسبات وبتعكس التصلب.
"لسوء حظ اللي بيروجوا لزيت الزيتون على إنه غذاء صحي، مفيش أبحاث مقارنة تثبت إن الأنظمة الغنية بالدهون أحادية التشبع، بما فيها زيت الزيتون، ممكن تمنع أو تعكس تصلب الشرايين"الكلام على لسان د. كيني.
"يبقى في حين إن زيت الزيتون قد يكون أفضل من الدهون المشبعة والمتحولة على الأقل بالنسبة لتأثيرها على ليبيدات الدم، ده شيء مايفرقش معانا ومايخليهوش إضافة 'جيدة' أو 'صحية' لغذاءك.